كلام x كلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلام x كلام



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية الخيال العلمي الجزء الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
HABATACA
محترف رغي
محترف رغي
HABATACA


عدد الرسائل : 79
المزاج : ميه الميه
المهنه : رواية الخيال العلمي الجزء الثالث Player10
تاريخ التسجيل : 30/07/2008

رواية الخيال العلمي الجزء الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رواية الخيال العلمي الجزء الثالث   رواية الخيال العلمي الجزء الثالث Emptyالجمعة أغسطس 01, 2008 10:06 am

"ما تزال قصة اختطاف الدكتور هالن، الخبير السويدي في مقاومة الإشعاع، ملفوفة في الغموض، اختفى الدكتور هالن من طائرة "بانام" 707 عابرة المحيط وهو في الجو. لم يعثر له على أثر حتى الآن. وإليكم مراسلنا بالدار البيضاء، روبيرت ماكنزي".‏

وظهر وجه مذيع شاب واقف أمام مبنى البانام، وفي يده ميكروفون، وخلفه عدد من الأطفال والمارة. قال:‏

"المبنى الذي ترونه خلفي هو فرع شركة البانام الجوية بالدار البيضاء، بالمغرب. وسوف ننتقل بكم إلى الداخل لحضور المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه الشركة لإعلان خبر اختفاء الدكتور هالن في عرض الفضاء عبر المحيط. اجتذب المؤتمر عدداً كبيراً من رجال الصحافة، ولاشك من رجال البوليس الدولي وبعض عملاء المعسكرين المتنافسين، إلى مدينة الدار البيضاء، لالتقاط الأخبار وكشف أستار الغموض أو تغطية ما يعرفون عن هذا الحادث الأول من نوعه في تاريخ الاختطافات والاختفاءات الخيالية".‏

ووضع المذيع يده على أذنه حيث يتدلى سلك من سماعة صغيرة. واستمع قليلاً ثم قال:‏

"زميلي يناديني من داخل المبنى ليخبرني بأن المؤتمر قرب أن يبدأ".‏

وانتقلت الكاميرا إلى وسط قاعة كبيرة احتشد فيها جمهور من الصحافيين يلغطون بجميع اللغات، ويشرئبون نحو مسرح عليه مائدة طويلة حولها كراسي وأكواب ماء ومكروفونات صغيرة. وظهر وجه المذيع وهو يتكلم بصوت ناعم:‏

"قريباً سيظهر على هذا المسرح قبطان الطائرة وملاحه والمضيفات الأربع للإجابة على أسئلة الصحافيين. ومما يبدو أن ظهور هؤلاء للصحافيين لن يزيد المسألة إلا غموضاً. ومعلوم أن".‏

وقاطعه صوت آخر يعلن:‏

"أيتها السيدات، أيها السادة، أقدم لكم ربان طائرتنا ومضيفاتها للإجابة عن أسئلتكم في موضوع اختفاء الدكتور هالن أثناء هذه الرحلة".‏

ولمعت أضواء المصورين على الوجوه والحلل الزرقاء الأنيقة، وهم يأخذون أماكنهم حول الطاولة في مواجهة الجمهور. وبدأ الأسئلة صحفي أمريكي بلهجة نيويوركية واضحة.- من اكتشف اختفاء الدكتور هالن من الطائرة، ومتى؟ورفعت مضيفة يدها:‏

- أنا. كان ذلك حوالي الرابعة صباحاً.‏

- هل أنت متأكدة من أنه كان على الطائرة، حين غادرتم نيويورك؟‏

- كل التأكد!‏

وسأل صحفي سويسري.‏

- كيف؟‏

- أعرف الدكتور هالن. وزيادة على ذلك فقد كان يحمل تذكرة عليها الحروف (ش.ب)-شخصية بارزة- فكان عليّ أن أراقب حركاته إذا احتاج إلى شيء. وقد تحدثنا مرة باللغة السويدية، فأنا سويدية، والدكتور هالن شهير في الأوساط العلمية ببلادي.‏

- كيف اكتشفت اختفاءه،؟‏

- كنا قد انتهينا من توزيع العشاء على المسافرين، وطلب الدكتور هالن الغطاء لينام قليلاً، وجئته أنا بالغطاء والوسادة، ودفعت كرسيه إلى الوراء، وأسدلت ستار النافذة إلى جانبه لأنها كانت تواجه الشرق. والشمس تشرق علينا في ذلك الارتفاع في الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت نيويورك. وأطفأتُ الأنوار، وذهبت للكراسي الخلفية حيث قعدت مع زميلاتي. وحوالي الرابعة سمعت جرساً، ونظرت إلى رقم الكرسي، فإذا به في الدرجة الأولى، وذهبت لأجيب الطلب فلاحظت فراغ كرسي الدكتور هالن. ولم ألق بالا لذلك، إذ ظننت أنه ذهب للمرحاض.‏

- هل رأيته أو إحدى زميلاتك يغادر مكانه؟‏

- لا، عهدي به نائم منذ منتصف الليل، حين انطفأت جميع الأضواء الرئيسية. على كل حال، عدت من الدرجة الأولى لآتي بكوب ماء.‏

وسأل صحفي فرنسي:‏

- هل كان الدكتور هالن مسافراً بالدرجة الأولى؟‏

- لا، قال لي بنفسه إنه يكره الدرجة الأولى، لأنه لا ينسجم مع ركابها!‏

وسرت قهقهة بين جمهور الصحفيين، واستأنفت المضيفة:‏

- ولكنه كان يحمل تذكرة الدرجة الأولى، وحين عدت من هناك كان الكرسي ما يزال فارغاً. ورأيت امرأة تخرج من أحد المراحيض الأمامية وطفلاً من الآخر. وبقى المرحاضان الخلفيان مقفلين. وعدت إلى الجلوس مع زميلاتي، دون أن يكون بالي مشغولاً بشيء. ولاحظت ببطء ثقيل علامة "فارغ" على باب مرحاض خلفي وقلت في نفسي لعل الدكتور هالن دخل المرحاض ونسي أن يقفله وراءه.‏

وفي هذه اللحظة بالذات قامت زميلتي "إيلين" ففتحته، وقبل أن أناديها لأنبهها كانت قد دخلت، وأقفلت خلفها الباب.‏

وهنا رن جرس حاد في مخى.. وقمت بسرعة إلى المرحاض الآخر. وكانت العلامة على قفله تقول "فارغ" فدفعته ونظرت بداخله. لا أحد! وأصبت بقشعريرة..وبدأ ذهني يعمل بسرعة العداد الإلكتروني. وانثالت عليه ملايين الأسئلة:‏

"أين ذهب الرجل؟ هل دخل قمرة الربان!".‏

وذهبت بسرعة أقطع الممر الطويل كأنه ألف ميل، لعلي أجد الجواب عن سؤالي. وفتحت باب القمرة على الطيار والملاح، وهما يحتسيان القهوة. ونظر الملاح إلى وجهي فرأى علامة الذعر. فسأل ممازحاً:‏

-ماذا؟ هل يطاردك شبح؟‏

- قد تكون على حق!‏

ثم أقفلت الباب ووليته ظهري، وأنا أحاول السيطرة على أعصابي. وقلت لنفسي:‏

"مهلاً مهلاً! لا داعي إلى فقدان أعصابك! لا يمكن أن يختفي إنسان على متن طائرة سابحة في جوف الليل. سوف أبرد أعصابي، وأمسح بعيني جميع المسافرين مرة أخرى. وبدأت بالدرجة الأولى. لم يكن هناك إلا أربعة ركاب. وخرجت منها إلى الثانية حيث بدأت بالصفوف الأولى. واخترقت الممر، أقف عند كل صف حتى أتأكد من هوية كل فرد، إلى أن وصلت النهاية، فهويت في مكاني واضعة يدي على وجهي مما أقلق زميلاتي، فانهلن عليَّ بالأسئلة:‏

"ماذا أصابك؟ هل أنت مريضة؟‏

وكشفت عن وجهي لأقول لهن: "لاشيء. لعلني أحلم أو أومن بالأشباح. هل نمت؟‏

هل أغمضت عيني ورحت في إغفاءة ما؟"‏

فقلن: -"لا، ألا تذكرين أننا تحدثا طول الوقت بعد نهاية العشاء؟ لماذا؟"‏

فقلت: "أجبنني عن هذا السؤال، هل الدكتور هالن معنا على هذه الطائرة؟".‏

فقالت: إيلين باستغراب: "طبعاً معنا! وأنت التي كنت تتحدثين إليه بالسويدية طول فترة العشاء للتتأكدي من أن "ش.ب" تحصل على أحسن خدمة".‏

"فوضعت يدي على وجهي مرة أخرى وقلت لهن:‏

"أرجو أن تبحثن عنه وتُرينني إياه".‏

وتضاحكن. ثم بدأ الشك يخامرهن. فقمن يبحثن عنه في مكانه. وبحثن في المراحيض. والأركان ووراء الملابس المعلقة والبار والمقهى ومدخل مستودع الأمتعة. وحسبنا الركاب بالمقارنة مع لوائحنا، فوجدنا أن الدكتور هالن كان معنا، ولكننا لم نعثر له على أثر. بل اكتشفنا أن رفيقه الشرقي قد اختفى هو الآخر! وعند ذلك اجتمعنا نحن الأربعة فقررنا أن نعلن الخبر للربان".‏

وسأل صحفي آخر موجهاً السؤال للربان:‏

- وماذا كان رد فعلك؟‏

- بالطبع ابتسمت غير مصدق! ولكن من أجل ألاّ أُثير أعصاب البنات، أشرت إلى جان مساعد الملاح، أن يصحبهن في البحث ويعود إلى بالنتيجة. وبعد بعض دقائق عاد "جان" وهو يحرك كتفيه مستغرباً. "البنات على حق! لا أثر للرجل! لقد نزلت إلى قسم الأمتعة. لا أثر للحياة به. وقد وجدته مقفلاً كما كان". وعند ذلك انزعجت وقمت بنفسي تاركاً عجلة القيادة للملاح. وتمشيت مع البنات في الممر حيث أوقفنني على الكرسي الفارغ. وسألتهن هل كان مع الرجل حقيبة يد ماتزال بالطائرة، فبحثت مضيفة أولاً تحت الكرسي، ووقفت لتهمس في أذني: "كانت إلى جانب الدكتور هالن محفظة أوراقه. أذكر أنه كان يصحح بعضها بعد العشاء. ولا أجدها الآن. "كل هذا وأنا أعالج الأمر بابتسامة، يعلم الله ما تحتها من قلق لكي لا يفطن الركاب لما حدث فأغرق تحت وابل أسئلتهم..".‏

وسأل صحفي فرنسي:‏

- "هل توقفتم في الطريق بين نيويورك والرباط" في جزيرة "سنتا مريا" مثلاً؟‏

وأجاب الربان بالنفي.‏

- هل لك تفسير منطقي لاختفاء الدكتور هالن ورفيقه؟‏

- لا. وأنا حائر مثلكم.‏

وسأل صحفي ألماني:‏

- هل من المحتمل أن يكون الدكتور هالن والرجل الشرقي نزلاً بالمظلات؟ وضحك الحاضرون، وابتسم الربان وهو يجيب:‏

- أية محاولة لفتح باب الطائرة على ذلك الارتفاع، ارتفاع خمس وثلاثين ألف قدم، كانت تجعل من جميع ركابها أشلاء متجمدة في الفضاء. وحتى لو أفلحا في مغادرة الطائرة عن طريق باب الأمتعة كان برد الجو القارس الذي يصل إلى الخمسين فهرنهايت تحت الصفر يحيلهما إلى قطعتي جليد في الحال!.‏

وقاطع وجه المذيع المؤتمر وعلى وجهه علامة استفهام. "نعود بكم إلى لندن، وسوف نوافيكم بما يجدَّ في موضوع الاختفاء الخيالي الذي يشغل بال العالم اليوم".‏

وظهر وجه المذيع المركزي يقول:‏

"يظهر أن جيمس بوند عاد إلى فعلاته المدهشة".‏

وانتقل إلى خبر آخر، فقالت تاج:‏

- هل أطفئه؟‏

وحرك الدكتور نادر رأسه موافقاً، وهو يمتص غليونه وينفث الدخان من جانب فمه. وعادت تاج لتجلس بجانبه وهي تقول:‏

- لابد أن هناك تفسيراً سخيفاً لكل هذا الغموض. أنا متأكدة أن الدكتور هالين يشاهد هذا البرنامج ويقهقه في سره قهقهة شيطانية في ركنٍ ما، وهو سعيد للإشهار الذي ناله مجاناً.‏

وأمسك الدكتور نادر بغليونه وقال:‏

- لا يا عزيزتي. هالين ليس من ذلك النوع. فهو يكره الإعلان عن شخصه وعن عمله. رجل متواضع خجول يكره الضوء كما يكره العنف والتطرف. وأعتقد أن اكتشافاته وأبحاثه في مكافحة الإشعاع صادرة عن شعور عميق بالمسؤولية نحو الإنسان وحبه لهذا العالم كما هي، وخوفه أن يضغط مجنون في يوم ما على زر أحمر في واشنطن أو موسكو أو بيكين، ويتحول كل ذلك إلى رماد! لا، لا يمكن أن يكون الدكتور هالين موجوداً في مكان ما حيث يعلم بخبر اختفائه دون أن يهرع إلى أقرب تلفون ليسكت الضجة القائمة حول اسمه!‏

- وماذا تعتقد أن يكون وقع؟‏

- اختطاف. حرب الجاسوسية والمعسكرات المذهبية والتسابق إلى تطوير الأسلحة الكيماوية التي لا تعرف عنها الشعوب شيئاً، يحيطها الكبار بسرية كاملة حتى لا يتسرب الذعر بين الناس. هل تذكرين قضية الفيتنامي الذي أحرق النابالم جلده كله فلم يعد قادراً على النوم أو الجلوس، وعاش واقفاً حتى مات من الألم والإعياء السهر؟!‏

ووضعت تاج يدها على وجهها في ألم واشمئزاز:‏

- أرجوك!‏

- آسف يا عزيزتي! نسيت أنكِ شرقية ذات قلب رهيف.‏

- تذكُّر الألم يضاعف مفعوله!‏

ونظرت إلى ساعتها وقالت:‏

- يا إلهي! الحادية عشرة والنصف!‏

- هل تأخرت عن ميعاد؟‏

- لا، بل عليَّ أن أعِدَّ بعض المذكرات قبل أن أنام. وكنت أنوي العودة في الحادية عشرة.‏

- هل أنادي لك سيارة أجرة؟‏

قالها الدكتور نادر وهو ينهض لينظر من النافذة، ثم قال:‏

- توقف المطر.‏

- في تلك الحال أفضِّلُ أن أمشي قليلاً إلى قطار النفق.‏

- إذن سأرافقك.‏

وعلى باب محطة النفق وقف يودعها، فاستدركت قائلة:‏

-كدت أنسى. ماذا أقول لأبي عن موضوع دعوتك؟ سأكتب له غداً.‏

- دعيني أنام على الفكرة.‏

- كما تريد.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://habataca.ahlamontada.net
 
رواية الخيال العلمي الجزء الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلام x كلام :: احاسيس ومشاعر :: قصص و راويات و حكايات-
انتقل الى: